دور الطيران في إطفاء الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر

(تحليل الممارسات العالمية والتوصيات للتطبيق)
المقدمة:

تعتبر الحرائق من أخطر الكوارث الطبيعية التي تهدد البشرية والبيئة، حيث تتسبب في خسائر فادحة للأرواح والممتلكات وتؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والمجتمع.

تمثل مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني تحديات هائلة نظرًا لتزايد تعقيد الهياكل الحضرية والتحولات البيئية السريعة، ولحسن الحظ، تطورت التكنولوجيا في مجال الطيران لتلبية هذه التحديات، حيث أصبح للطيران دور بارز وحيوي في إطفاء الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني.

أولاً: الوضع الحالي للحرائق والكوارث الطبيعية في مصر:-

تمثل الحرائق والكوارث الطبيعية تحديات هامة لمصر، حيث يتزايد تكرارها وانتشارها بسبب عدة عوامل بيئية واجتماعية، وتُعد الظروف الجوية الحارة والجافة وتزايد استخدام المواد القابلة للاشتعال من بين العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى اندلاع الحرائق التي قد تتسبب في تدمير المنازل والممتلكات والخسائر البشرية.

وفقًا لتقارير حكومية ومؤسسات إحصائية، ازدادت حالات الحرائق في السنوات الأخيرة، وشهدت مصر حوادث خطيرة تؤثر في الاقتصاد والحياة البشرية. تسببت بعض الحرائق في خسائر فادحة في الممتلكات والحقول الزراعية وتأثر بعض المناطق بشكل كبير بسبب الدخان والتلوث البيئي. حيث يواجة الدفاع المدني وفرق الإطفاء تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الحوادث، من أجل التصدي لتلك التحديات وتحسين القدرة على التصدي للكوارث، يجب أن تتطوّر إستراتيجية إطفاء الحرائق في مصر، ويُعَدّ إدخال الطائرات في نظام إطفاء الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني خطوة ضرورية للغاية.

 

ومن أهم هذه التحديات:

  • الكثافة السكانية: تعد الكثافة السكانية العالية تحديًا في التعامل مع الحرائق والكوارث الطبيعية، حيث يصعب إخلاء المناطق المكتظة بسرعة وفعالية.
  • قِدم البنية التحتية: تحتاج البنية التحتية القديمة في بعض المناطق إلى تحديثات وتطوير لتتمكن من التعامل مع الحرائق بفاعلية.
  • نقص التدريب: يعتبر نقص التدريب والتأهيل المهني للكوادر البشرية في مجال الإطفاء والإنقاذ عاملاً محدِّدًا لقدرة البلاد على مواجهة الحوادث الكارثية.
  •  

وفيما يلي علي سبيل المثال وليس الحصر بعض النماذج للكوارث الناتجة علي تأخر أو تعسر وصول سيارات الإطفاء لأماكن الحرائق في مصر.

29 أغسطس 2022 موقع الوطن 

لقى أب وأم مصرعهما بعد أن حاولا إنقاذ أبنائهما من الحريق الهائل الذى شب بشقتهما، وكان أول من فكرا فيه بعد تفحم شقتهم بالكامل وتأخر سيارات الإطفاء هو كيفية إنقاذ أطفالهما الستة حتى وإن كان على حساب حياتهما، فنجحا في ذلك عقب إلقائهما للأبناء من الطابق الخامس لينتشلهم الجيران على مراتب إسفنجية ثم ألقى الاثنان بأنفاسهما بعد ذلك غير إنهما لقيا مصرعهما نتيجة انقطاع المراتب خلال عملية الإنقاذ الأولية.

 

3 سبتمبر2023 موقع الوطن 

أُصيب ثلاث مدرسين أثر نشوب حريق بقسم الصيانة الميكانيكية داخل المدرسة الثانوية الصناعية الفنية نظام 3 سنوات بحي غرب مدينة المنيا وتنوعت الإصابات بين حروق من الدرجة الأولى والثانية بالذراعين والساقين بنسب متفاوتة كما تسبب الحريق واحتراق بعض المحتويات داخل قسم الصيانة وجاري حصر الخسائر المادية بمعرفة لجنة مختصة.

 

6 مايو 2023 موقع فيتو

حريق هائل بمعرض للأثاث ب 148 برج القاهرة بشارع القاهرة بحي المنتزة أول شرق الإسكندرية وأسفر الحريق عن تدمير الميزانين الأول والثاني وإصابة صاحب المعرض بحروق واختناق وتفحم سيدتين (أم وابنتها) من قاطني العقار المكون من 11 دور بالإضافة أميني شرطة بالحماية المدنية باختناق وكدمات، وقد امتدد الحريق إلى الدور الأول علوي وآتى على محتويات الشقق ثم إلى الدور الثاني وأنقذت قوات الحماية المدنية عدداً من قاطني الدور الأول والثاني فيما هرب باقي السكان من شققهم إلى الشارع, وقد كان سبب تأخير الإطفاء وجود المعرض بشارع ضيق داخل سوق شارع القاهرة بالإسكندرية.

 

14 أغسطس2022 ويكيبيديا

وقع حريق داخل الكنيسة أبو سيفين القبطية الأرذوثوكسية بمنطقة إمبابة في مصر أثناء القداس الإلهي بسبب انقطاع الكهرباء بالشارع استخدمت الكنيسة مولد الكهرباء لإنهاء الصلوات وتشغيل الكنيسة، وفور تشغيل المولد احترقت أجهزة التكييف مما أدى إلى الحريق،وتقع كنيسة أبى سيفين بشارع متفرع من شارع الكيلانى بمنطقة إمبابة، والكنيسة تقع فى شارع ضيق يتسع لسيارة واحدة فقط، تمكنت بصعوبة سيارات المطافي من دخوله، وتبعتها سيارات الإسعاف وذلك وفقا لروايات شهود العيان للمصرى اليوم. وقد قال أيضاً أحد شهود العيان أن الحريق قد بدء الساعة 8 صباحاً وقد جاءت المطافي الساعة ال10 صباحاً مثبت بكاميرات المراقبة الملحقة بالكنيسة، مما أدى هذا التأخير إلى وفاة 41 شخص ومن بينهم 14 طفلا وإصابة 14 آخرين ونقل حوالي 55 مصابا للمستشقيات وكان من بين القتلى القمص عبد المسيح بخيت كاهن الكنيسة الذي استشهد وهو يحاول إنقاذ الأطفال داخل الكنيسة وأكد شهود العيان أن سكان المبانى المحيطة بالكنيسة هم أول من تولوا مهمة إنقاذ المصابين والضحايا خاصة من الأطفال.

 

26 نوفمبر2016 اليوم السابع 

10حرائق هائلة في 5 سنوات بالموسكي تسفر عن خسائر بالملاين وأكثرهم أودت بحياة 15 شخصا وفي الفترة الأخيرة تكررت الحرائق في مناطق العتبة والموسكي بمحافظة القاهرة خاصًا أن أسواق العتبة ضيقة الشوارع ويصعب إطفاء الحرائق بها بواسطة سيارات الإطفاء.

وقد شهدت منطقة العتبة والموسكي في الفترة الأخيرة عدة حرائق ففي حارة اليهود دمرت النيران في يوم 24 يوليو 2018 ثلاث محلات ومخزنين للخردوات والملابس و 6 طوابق كاملة يتكون منها المول التجاري وتم السيطرة على الحريق باستخدام 14 سيارة إطفاء.

وشب حريق هائل في متعلقات الباعة الجائلين بشارع الرويعي بمنطقة العتبة في 9 مايو 2016 تم على أثره الدفع ب 25 سيارة إطفاء في محاولة السيطرة على النيران وتم إنقاذ 3 أشخاص أعلى سطح فندق الأندلس وأسفر الحريق عن وقوع 3 مصابين وإصابة 8 أفراد من رجال الحماية المدنية.

في 11 أغسطس 2014 شب حريق هائل بحارة اليهود بالموسكي حيث كانت النتيجة اشتعال النيران ببعض الأقمشة والبضائع وإلتهم الحريق نحو 60 محلاً تجارياً ومخازن واستمر الحريق لمدة 13 ساعة متواصلة.

وفي حريق آخر تفحم 13 جثة من بين 15 قتيلاً في حريق بتاريخ 29 يوليو 2013 حيث شب حريق بالموسكي نتيجة مشاجرة بين أحد أصحاب المحال وبين بعض الباعة الجائلين.

 

20 يوليو 2017 موقع الحدث 

مصرع شقيقة الفنان المصري خالد أبو النجا بسبب نشوب حريق هائل بشقتها الكائنة في منطقة الزمالك بالقاهرة ويذكر أن سلوى أبو النجا تبلغ من العمر 64 عاماً وتقيم بمفردها من 25 عاماً. وقد اندلعت النيران  داخل الشقة مما أدى إلى إصابتها بلاختناق واحتراقها نتيجة كثافة النيران. وقال حسين محمد حارس أحد العقارات السكنية القريبة من موقع الحريق “أن سبب وفاة شقيقة الفنان يعود لرفضها ترك مجموعة من القطط تعيش معها بشقتها، وسط الحريق، والنجاة بمفردها، حيث رفضت مغادرة الشقة قبل التأكد من مغادرة القطط، مما أصابها لاختناق أدى إلى وفاتها” وأيضاً بسبب تأخر سيارات الحماية المدنية.

 

19 فبراير 2014 موقع بي بي سي عربي وموقع اليوم السابع 

حادثة بسيناء لقى 4 أصدقاء حتفهم من بين 8 أصدقاء في رحلة سفاري بسانت كاترين في سيناء حيث أنهم كانوا في الطريق في صعود الجبل وفي منتصف الرحلة وقبل الوصول إلى قمة الجبل قرر محمود 30 عاما، ويسرا 28 عاما، وإيهاب 25عاما، ومها 21عاما، التوقف عن الصعود لأنهم شعروا بالتعب والإعياء بينما قرر ال4 الباقيين وهم أحمد عبد العظيم 28عاما، وخالد السباعي 30عاما، وهاجر أحمد 21عاما، ومحمد رمضان تكملة الصعود فهبت عاصفة ثلجية بيضاء ولم يتمكنوا من التواصل مع أحد، فلقوا حتفهم بسبب تأخر السلطات المختصة بإنقاذهم، حيث أن أصدقائهم طالبوا السلطات بتخصيص طائرة هيلكوبتر لإنقاذهم وهم أعلى الجبل وفي كل مرة كانوا يتلقون رداً مختلفة، مرة ترفض السلطات التحرك لأن المفقودين مصريون وليس بينهم أجانب، ومرة أخرى لأن الأمر يحتاج إلى تصريح تتأخر إجراءاته لمدة 3أيام ومرة رابعة لأن المنطقة ليس بها مهبط طائرات، رغم أن البدو من أهالي الجبل يحكون قصص عديدة عن إنقاذ السياح الأجانب بسرعة كبيرة في حوادث مماثلة ويؤكد صديق مُقرب “أصدقائي ماتوا منذ السبت الماضي، منذ 3 أيام وهم جثث هامدة فوق الجبل، لم يتحرك أحد لإنقاذهم وكان من الممكن إنقاذهم في اليوم الأول إذ تحرك المسئولون بسرعة، ولكننا ندفع ضريبة الإهمال دائماً”.

 

12 نوفمبر 2022 موقع المصري اليوم 

وقع حادث سقوط أتوبيس ميني باص محمل بالركاب بإحدى الترع بمحافظة الدقهلية على طريق ميت غمر- المنصورة أمام محطة صرف أجا ووقوع جميع الضحايا داخل الترعة وبعد الإبلاغ تلقى مأمور مركز شرطة أجا إخطاراُ بالحادثة وبدوره تم إخطار مدير أمن الدقهلية مما أدى إلى تأخُر وصول قوات الإنقاذ النهري وسيارات الإسعاف وقيادات الشرطة لمكان البلاغ وتمكنت الأهالي وقوات الإنقاذ من إنقاذ 7 من الضحايا قبل غرقهم بينما تمكن آخرون من الخروج من الشبابيك بينما تم انتشال 24 جثة من بينهم 3 أطفال و6 أشخاص من أسرة واحدة وتم نقل الوفيات إلى مستشفيات أجا والمنصورة الدولي والسنبلاوين.

 

27 فبراير 2019 موقع بي بي سي عربي 

في صباح يوم 27 فبراير 2019 وقع حادث قطار محطة مصر في القاهرة، مصر. قال المستشار/ نادر سعد المتحدث بإسم الحكومة في مصر لي بي بي سي أن حادث القطار وقع بسبب انفجار خزان الوقود بأحد القطارات نتيجة اصطدامه بأحد ارصفة المحطة (رصيف رقم 6 ) بمحطة رمسيس للقطارات وأدى إلى اندلاع حريق هائل مما أودى بحياة 21 شخصاً وإصابة 52 آخرين وفقاً لوزيرة الصحة المصرية د/ هالة زايد. وبعد ساعات قليلة من الحادث أعلن مجلس الوزراء قبول إستقالة وزير النقل/ هشام عرفات على خلفية الحادث. في حين علق رئيس الوزراء المصري/ مصطفى مدبولي على الحادث قائلاً: “أن الحكومة وجهت بضرورة تشكيل لجنة فنية على أعلى درجة بجانب التحقيقات التى ستجريها النيابة بهدف تحديد المسؤول ومحاسبة أى مخطئ حساب عسير” فيمَا أعلن مجلس الوزراء بأنه سيتم دفع 80 ألف جنيه لكل حالة وفاة أو عجز كلي، غير صرف 25ألف جنيه لكل مصاب من مصابي هذا الحادث.

ثانيا: أهمية دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني:-

دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر يُعَدُّ ضرورة حيوية للتعامل مع التحديات المتزايدة المتعلقة بالحرائق والكوارث الطبيعية. إليك بعض النقاط التي تُظهِر أهمية هذا الدور:

  • التغطية الشاملة: يسمح الطيران بتغطية واسعة النطاق وشاملة للمناطق المتضررة بسرعة وفعالية. تتيح للفرق الإنقاذ والإطفاء الوصول إلى المناطق النائية والمعزولة التي قد تكون صعبة الوصول إليها عن طريق البر.
  • الاستجابة السريعة: يُعَتَّبر الطيران وسيلة فعالة للاستجابة السريعة للحرائق والكوارث الطبيعية. يمكن للطائرات أن تكون على استعداد للتحليق بسرعة وتقديم المساعدة في مراحل مبكرة من الكارثة، مما يمنع تفاقم الوضع وتقليل الخسائر.
  • القدرة على نقل الموارد والمعدات: يُمكِنُ للطائرات نقل كميات كبيرة من المياه والرغوة والموارد الأخرى إلى مناطق الحرائق والكوارث بسرعة. تلك الموارد الإضافية تساعد في تعزيز جهود فرق الإطفاء والسيطرة على الحرائق بفعالية.
  • التكنولوجيا المتقدمة: تمتلك الطائرات الحديثة تقنيات متطورة تشمل أنظمة المراقبة والاستشعار عن بُعد والأنظمة الإلكترونية الأخرى التي تساعد في تحديد نطاق الحرائق وتوجيه الجهود بفاعلية أكبر.
  • القدرة على التنسيق والاتصال: يمكن للطائرات أن تلعب دورًا حيويًا في تحسين التنسيق بين الجهات المختلفة وفرق الإنقاذ والدفاع المدني. يمكنها توفير معلومات دقيقة عن الموقف وتحديد الأولويات للفرق الميدانية.
  • القدرة على التعامل مع الكوارث الأخرى: يُعَدُّ دخول الطيران في الإنقاذ والدفاع المدني ليس مقتصرًا فقط على مكافحة الحرائق، بل يمكن أن يكون له دور في التعامل مع الكوارث الطبيعية الأخرى.
  • التوفير في الزمن والجهد: يعمل دخول الطيران في مجال إطفاء الحرائق والإنقاذ على تقليل الوقت الذي يتطلبه وصول الفرق البرية إلى المناطق المتضررة. وبفضل القدرة على الوصول إلى المناطق النائية والمعزولة، يتم توفير جهد كبير في نقل الموارد والفرق وتوفير المساعدة السريعة والفورية
  • الحد من المخاطر البشرية: عندما تكون الحرائق والكوارث خطيرة جدًا وصعبة المنال للفرق البرية، قد تكون الطائرات الوسيلة الوحيدة للوصول إلى المناطق المتضررة وتقديم المساعدة دون تعريض الفرق للمخاطر العالية، والحفاظ علي ارواح المتضررين من الكوارث والحرائق وانقاذهم .

باختصار، يعزز دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر قدرات الاستجابة السريعة والفعالة ويساهم في حماية الأرواح والممتلكات والحد من الآثار السلبية للكوارث. يُنصَح باعتماد نظام الطيران وتطوير القدرات الجوية لتعزيز الاستجابة والتعامل الفعال مع الحوادث والكوارث في مصر.

الاستنتاج:

تُظهِر أهمية دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر فعالية هذه الاستراتيجية في التعامل مع التحديات المتزايدة للحوادث والكوارث الطبيعية. يُعَدُّ استخدام الطائرات المجهزة بأنظمة الاستشعار والرش والنقل فرصة لتحسين قدرات الاستجابة والتعامل الفعال مع الحرائق والكوارث بفاعلية عالية. يُنصَح باستثمار مصر في تطوير قدرات الطيران والتدريب المتخصص لفرق الإنقاذ والإطفاء، وتحسين التنسيق بين الجهات المختلفة لتعزيز القدرات الاستراتيجية في مواجهة التحديات المستقبلية.

ثالثا: تجارب دولية ناجحة:-

تستعرض هذه النقطة نماذج ناجحة من دول أخرى حول العالم حيث يتم استخدام الطيران بفاعلية في إطفاء الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني. بهدف استخلاص الدروس المستفادة والتجارب الناجحة لتحديد التطبيق المثلى للطيران في مصر. من بين الدول التي تُعَدُّ نماذج ناجحة:

  • أستراليا: تواجه أستراليا تحديات كبيرة في مكافحة الحرائق بسبب طبيعتها الجغرافية ومناخها الحار والجاف. تعتبر الطائرات من الأدوات الحيوية في الاستجابة للحرائق، حيث تستخدم طائرات الإطفاء الهليكوبتر والطائرات المجهزة بأنظمة الرش لتنفيذ عمليات الإطفاء ورش المياه على النيران.
  • كاليفورنيا، الولايات المتحدة: تعتبر كاليفورنيا واحدة من المناطق الأكثر تضررًا بالحرائق في الولايات المتحدة. تستخدم الطائرات هناك بنجاح في إطفاء الحرائق ورش المواد الكيميائية الخاصة للحد من انتشار النيران وتأمين مناطق المعسكرات والمستشفيات والمناطق السكنية.
  • كندا: تستخدم كندا الطائرات لمواجهة الحرائق الهائلة التي تجتاح الغابات في الصيف. تقوم الطائرات برش المياه والرغوة والجيل على النيران للحد من تقدمها والحفاظ على الحياة البرية والممتلكات.
  • إسبانيا: تشتهر إسبانيا باستخدام الطائرات المسيرة والمروحيات في مكافحة الحرائق والكوارث. تمتلك إسبانيا أسطولًا من الطائرات الحديثة التي تحمل أنظمة استشعار متطورة وقادرة على نقل المياه والمعدات بفاعلية.

يمكن استخدام هذه النماذج الناجحة كنقطة انطلاق لتحديد التوصيات والخطط المستقبلية لدخول الطيران في إطفاء الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر. يتعين على السلطات المعنية أخذ هذه التجارب الناجحة بعين الاعتبار وتطوير استراتيجيات واضحة ودقيقة لتحسين القدرات الجوية وتنفيذها بفعالية للتصدي للحوادث والكوارث في البلاد.

رابعا: التحديات والعوائق المحتملة

على الرغم من أهمية دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر، إلا أنه يواجه مجموعة من التحديات والعوائق التي قد تعيق تطبيقه بشكل فعال. من بين هذه التحديات:

1- التكاليف المرتفعة: تعتبر التكاليف المرتفعة لاقتناء وتشغيل الطائرات وتدريب الطواقم وصيانة المعدات من أكبر التحديات. قد يكون هذا عائقًا أمام الحكومة والجهات المعنية في تحقيق تطبيق واسع النطاق لنظام الطيران في مكافحة الحرائق.

توصيات للتغلب علي هذا التحدي:

  • الاستعانة بالطائرات الخاصة بالقوات المسلحة.
  • تطوير خطط استثمارية طويلة الأجل تستهدف تأمين التمويل المستدام لاقتناء وتشغيل الطائرات وتدريب الطواقم.
  • استخدام الاقتصادات من الحجم للتفاوض مع شركات تصنيع الطائرات للحصول على صفقات أفضل.
  • البحث عن تمويل دولي والتعاون مع منظمات دولية لتحقيق التمويل اللازم.
  •  

2- الاعتماد على الطائرات الخارجية: قد يواجه مصر تحدياً في الاعتماد على الطائرات والمعدات الخارجية، مما يتطلب تعاقدات واتفاقيات مع دول أخرى، وهذا قد يؤثر على القدرة على الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.

توصيات للتغلب علي هذا التحدي :

  • تمتلك مصر منظومة الدفاع الجوي الأكبر والأقوي في أفريقيا مما يعني ضرورة الاستعانة بالقوات المسلحة لتوفير طائرات ومعدات وصيانه وضرورة وجود تنسيق بين الجهات الوطنية المختلفة للتغلب علي التحديات.
  • تطوير أسطول محلي من الطائرات المجهزة لمكافحة الحرائق للحد من الاعتماد على الطائرات الخارجية.
  • البحث عن شراكات واتفاقيات طويلة الأجل مع دول أخرى لتوفير الطائرات الإضافية عند الحاجة.
  • تحسين القدرات التكنولوجية المحلية لصيانة الطائرات والمعدات ويمكن تحقيق هذا من خلال التعاون مع وزارة الانتاج الحربي.

3- التنسيق والتدريب: يتطلب دخول الطيران في إطفاء الحرائق والإنقاذ تنسيقًا فعالًا بين جميع الجهات المعنية، بما في ذلك القوات المسلحة والدفاع المدني والإطفاء والأجهزة الحكومية الأخرى. كما يحتاج الطاقم المتخصص للطائرات تدريبًا مكثفًا للتعامل مع الحرائق والكوارث.

 ونوصي بما يلي للتغلب علي هذا التحدي:

  • إنشاء هيئة مركزية مسؤولة عن تنسيق جهود الطيران في مكافحة الحرائق والكوارث وتحديد الدور والمسؤوليات لكل جهة.
  • توفير التدريب المتخصص للطواقم الجوية والفرق المشاركة لضمان استجابة فعالة وآمنة.
  • تحسين نظام الاتصالات والتواصل بين الجهات المعنية لتحسين التنسيق وتبادل المعلومات بشكل فعال.

 

الاستنتاج:

‎تتطلب مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر استراتيجية شاملة ومتكاملة تشمل دخول الطيران كجزء أساسي منها. إن دخول الطيران في هذا النوع من الأنشطة في وقتنا هذا ضروري وحتمي الحد من الخسائر البشرية وتحقيق الامان المجتمعي كما يمثل ثورة في التصدي للكوارث والحرائق بفاعلية أكبر. لقد أظهرت التجارب الناجحة في دول أخرى فاعلية هذا النهج وأهميته في الاستجابة السريعة وحماية المجتمع.

خامسا التوصيات:

  • تطوير البنية التحتية: يجب على الحكومة المصرية تحسين البنية التحتية الجوية غاللوجستية اللازمة للطائرات والفرق الجوية في مناطق استراتيجية لتعزيز الاستجابة السريعة.
  • تطوير أسطول محلي: يجب على مصر أن تسعى لتطوير أسطول محلي من الطائرات المجهزة لمكافحة الحرائق والإنقاذ، مما يحد من الاعتماد على الطائرات الخارجية ويزيد من القدرة على التحكم في العمليات.
  • التعاون الدولي: يمكن لمصر أن تستفيد من التعاون الدولي في مجال مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني، بما في ذلك الاستفادة من الخبرات والمعدات الخاصة بالدول الأخرى.
  • التدريب والتنسيق: يجب على الحكومة أن تولي اهتمامًا خاصًا بتدريب الطواقم والفرق المشاركة في عمليات الطيران، وتحسين التنسيق بين الجهات المختلفة لتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة والفعالية.
  • التوعية العامة: ينبغي على الحكومة أن تقوم بحملات توعية عامة حول أهمية دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني. يجب أن يكون للمجتمع فهمٌ واضح للدور الحيوي الذي تلعبه الطائرات في الحفاظ على السلامة والأمان.
  • التخطيط الاستراتيجي: يجب أن تعتمد الحكومة على التخطيط الاستراتيجي لتحديد الأولويات وتطوير الخطط الشاملة لتطبيق دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ. يجب أن تكون هذه الخطط مرنة وقابلة للتحديث لمواجهة التحديات المتغيرة.

بتبني هذه التوصيات وتطبيقها بشكل جدي، يمكن لمصر تعزيز قدراتها في مكافحة الحرائق و الاستجابة للكوارث وتحسين الدفاع المدني، وبالتالي تحقيق أعلى مستوى من الأمان والحماية للمجتمع. إن دخول الطيران في مجال إطفاء الحرائق والإنقاذ سيسهم بشكل كبير في تحسين الاستجابة السريعة والفعالة للكوارث والحوادث، مما يقلل من الخسائر البشرية والمادية ويعزز الاستقرار الاقتصادي.

‎علاوة على ذلك، من المهم أن تقوم مصر بتوطين التكنولوجيا والخبرات المتعلقة بدخول الطيران في مجال إطفاء الحرائق والإنقاذ. يمكن للبلاد أن تستفيد من بناء قاعدة معرفية محلية قوية وتطوير صناعة محلية للطائرات والمعدات المستخدمة في هذا النوع من الأنشطة. هذا سيساهم في توفير فرص عمل محلية وتحفيز الابتكار والتطوير التكنولوجي في البلاد.

‎بشكل عام، يمكن أن يكون دخول الطيران في مكافحة الحرائق والإنقاذ والدفاع المدني في مصر عاملاً محورياً في تعزيز القدرات الوطنية على التصدي للكوارث والحفاظ على الأمان العام. يجب أن يكون هناك التزام قوي من الحكومة والمؤسسات المعنية لتحقيق هذا الهدف وتحقيق أقصى استفادة من فعالية دخول الطيران في مجال المكافحة والإنقاذ.

‎بتنفيذ التوصيات وتجاوز التحديات المرتبطة بدخول الطيران في مجال إطفاء الحرائق والإنقاذ، يمكن أن تكون مصر مثالًا نموذجيًا للدول الأخرى في تطبيق أفضل الممارسات والتكنولوجيا المتقدمة للتصدي للكوارث والحفاظ على السلامة والأمان للمواطنين. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب التزامًا مستمرًا وجهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية في البلاد.